عرب بوست عرب بوست

آخر الأخبار

الأخبار
جاري التحميل ...

الرئيس الزُبيدي": رؤية استراتيجية للاستقرار والازدهار في الشرق الأوسط"




الرئيس الزُبيدي": رؤية استراتيجية للاستقرار والازدهار في الشرق الأوسط"





عرب بوست- خاص

في ختام لقاءات الرئيس القائد عيدروس الزبيدي يمكننا أن نستعرض تحليلاً شاملاً لقيادة الرئيس الزبيدي ورؤيته ودوره على المستوى الإقليمي والدولي، حيث أبرزت تحركاته السياسية وتصريحاته العامة عن قائد يمتلك رؤية تتجاوز التحديات الآنية لبلاده وتمتد إلى التعقيدات الأوسع للسياسات الإقليمية والعالمية. إن نهج الرئيس الزبيدي يرتكز على فهم عميق ومتكامل للقوى التاريخية والثقافية والجيوسياسية التي شكلت واقع المنطقة المضطرب. من خلال مقابلاته مع وسائل إعلام بارزة مثل (دويتشه فيله الألمانية) وبلومبيرج وذا ناشيونال الأمريكية)، ومشاركاته في منتديات دولية كمنتدى الاقتصاد العالمي في دافوس، برز الزُبيدي كزعيم يتميز برؤية استراتيجية، وبعد نظر، والتزام راسخ بتحقيق الاستقرار والازدهار.

في حواره مع (دويتشه فيله)، عبر الرئيس الزُبيدي عن موقف براغماتي تجاه الصراع الفلسطيني-الإسرائيلي، حيث دعا إلى الى الحل الذي اقرته الامم المتحدة لتحقيق السلام الدائم. يعكس هذا الموقف فهمه العميق للطبيعة المترابطة للصراعات الإقليمية والحاجة إلى معالجتها عبر أطر تركز على السلام تتوافق مع رؤية العديد من دول العالم.

وعلى المستوى الإقليمي يشير تركيز الرئيس الزُبيدي على مواجهة ميليشيا الحوثي، التي تُعرف بأنها وكيل لإيران، إلى وضوح استراتيجي وحزم في رؤيته. فهو لا يرى التمرد الحوثي كقضية داخلية محصورة، بل كجزء من صراع إقليمي أوسع يتجسد في طموحات إيران لتوسيع نفوذها في الشرق الأوسط. تصريحه بأن ردع الحوثيين يعد ضرورة للحد من دور إيران في المنطقة يعكس فهماً متقدماً للديناميكيات الجيوسياسية. هذا المنظور يعيد صياغة النزاع كجبهة حيوية في الجهود العالمية لمكافحة التطرف ومواجهة الهيمنة الإقليمية، مما يدعو المجتمع الدولي لاتخاذ خطوات حاسمة ومستدامة.

أيضاً تعد استعادة دولة الجنوب جزءاً محورياً من رؤية الزُبيدي للاستقرار الإقليمي. حيث أكد أن العودة الى وضع ما قبل 1990 هو ضرورة لتحقيق المصالحة والإستقرار. هذه الرؤية تستند إلى الواقع التاريخي والثقافي للجنوب، بالإضافة إلى تطلعات شعبه، الذين يسعون إلى الاعتراف بحقوقهم وتقرير مصيرهم. من خلال تأطير قضية شعب الجنوب كحل يجب التعاطي معه بإيجابية، يتحدى الزُبيدي السرديات التقليدية ويقدم نموذجاً للحكم الرشيد يخدم احتياجاتهم الاقتصادية والاجتماعية.

في مقابلة مع (بلومبيرج)، أشار الزُبيدي إلى أهمية التغيرات في السياسة الأمريكية، وخاصة خلال إدارة الرئيس ترامب، في التأثير على مسار الصراع مع الحوثيين. يعكس إدراكه لهذه التحولات قدرته على التنقل في تعقيدات الدبلوماسية الدولية واستغلال الديناميكيات العالمية لتعزيز مصالح المنطقة. من خلال تقديم المنطقة، وتحديداً الجنوب العربي، كشريك استراتيجي للقوى العالمية، يعزز الزُبيدي مكانة بلاده في ضمان الاستقرار الإقليمي ومكافحة الإرهاب وحماية المصالح الدولية في البحر الأحمر وما وراءه.

تصريحات الزُبيدي لـ (ذا ناشيونال) تبرز نهجه العملي لحل النزاعات. يؤكد أن الحوثيين وداعميهم الإيرانيين لا يفهمون إلا لغة الردع، وهو منظور تشكل من سنوات الخبرة المباشرة مع تكتيكاتهم في فترة قيادته للمقاومة الجنوبية في 2015 وما قبلها. ولا تهدف هذه الرؤية إلى تأجيج المواجهات بلا نهاية، بل إلى التأكيد على أهمية القوة والحزم في التعامل مع الجهات التي تستغل الوضع كأداة للمماطلة. دعوته إلى توازن بين الانخراط الدبلوماسي والردع العسكري والضغط المالي تقدم خارطة طريق لتحقيق استقرار دائم في المنطقة.

ومن خلال مشاركاته في المنتديات العالمية وتواصله مع وسائل الإعلام الدولية، بنى الزُبيدي رواية تربط تحديات المنطقة بالواقع الجيوسياسي الأوسع. يتمكن من الانتقال بسلاسة من مناقشة الصراع الداخلي إلى قضايا مثل الأمن البحري، الانتعاش الاقتصادي، والأزمات الإنسانية، مما يعكس أسلوب قيادة متعدد الأبعاد ومتكامل. تعبيره عن الامتنان لحلفاء مثل أوكرانيا على برامج مساعدات الحبوب، وجهوده لتعزيز التعاون الثنائي مع دول كإندونيسيا وبنما تعكس دبلوماسية شاملة تدرك أهمية الشراكات العالمية في طريق المنطقة نحو التعافي.

يؤكد تركيز الزُبيدي على الانتعاش الاقتصادي كركيزة لاستقرار ما بعد الصراع رؤيته الشاملة للقيادة. لقاءاته مع قادة الأعمال والمنظمات الدولية تسلط الضوء على التزامه بتحويل المنطقة من رمز للصراع إلى محور للفرص. من خلال دعوته للاستثمارات والشراكات، يؤكد الزُبيدي على إمكانيات إعادة بناء الاقتصاد لدفع عجلة الاستقرار والازدهار طويل الأمد. هذه الرؤية، الواقعية والطموحة في آن واحد، تعترف بالتحديات الحالية وتقدم خارطة طريق واضحة لتجاوزها.

أيضاً البعد الإنساني في قيادة الزُبيدي له أهمية مماثلة. لقاءاته مع منظمات مثل برنامج الأغذية العالمي واللجنة الدولية للصليب الأحمر راعية القانون الدولي تعكس التزامه العميق بتخفيف معاناة شعبه. من خلال إعطاء الأولوية للمساعدات الإنسانية جنباً إلى جنب مع الاستراتيجيات السياسية والاقتصادية والدبلوماسية الأوسع، يضمن تلبية الاحتياجات العاجلة دون إغفال الأهداف طويلة الأجل. هذا التركيز المزدوج يبرز قدرته على الموازنة بين الضرورات الآنية والأهداف الاستراتيجية، مع معالجة تحديات الحاضر وبناء مستقبل أكثر استقراراً.

في المجمل، تُعرف قيادة الرئيس عيدروس الزُبيدي برؤية تتسم بالاتساع والدقة في آن واحد. فهمه لتحديات المنطقة يقترن بقدرته على التعبير عنها بطرق يتردد صداها إقليمياً وعالمياً. من خلال تركيزه على الردع، التعاون الإقليمي، الانتعاش الاقتصادي، والعمل الإنساني، بنى رؤية متماسكة لمستقبل المنطقة، رؤية طموحة متجذرة في الواقع الحالي لكنها متجهة نحو آفاق المستقبل. قيادة الزُبيدي تمثل محور أساسي لمنطقة طالما عانت من الصراعات واليأس، مما يجعله شخصية محورية في السعي لتحقيق الاستقرار والازدهار في الشرق الأوسط.

عن الكاتب

Unknown

التعليقات


اتصل بنا

جميع الحقوق محفوظة

عرب بوست