كتب / اصيل الحوشبي
اصدر الرئيس القائد عيدروس قاسم الزبيدي رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي قرارا هاما يقضي باستكمال هيكلة المجلس من خلال دمج الهيئات المساعدة والدوائر ذات الطابع المتقارب في اطار هيئات مركزية متخصصة ضمن الامانة العامة للمجلس
ويعد هذا القرار نقطة تحول محورية في مسار العمل السياسي والمؤسسي الجنوبي حيث شملت عملية الدمج اكثر من 30 كيانا اداريا وتنظيميا تم توحيدها في 11 هيئة فقط
الخطوة جاءت لمعالجة حالة التداخل والتكرار في الصلاحيات وازالة الازدواجية التي اثرت سلبا على كفاءة الاداء العام
فبعد ان كان المشهد التنظيمي يتضمن عدة هيئات تعمل بشكل متوازي او متقاطع جاءت الهيكلة الجديدة لتضع كل وظيفة ضمن اطارها المهني المحدد بما يمنح المؤسسة السياسية قدرة اكبر على الانجاز الفعال
من خلال حصر المهام والاختصاصات في هيئات واضحة يعزز القرار من قدرة المجلس على اتخاذ قرارات موحدة ويضع حدا لتعدد مراكز النفوذ او تضارب المهام بين الجهات
الامانة العامة للمجلس ستضطلع بدور رقابي وتنفيذي اكثر فعالية مما يسرع اليات المتابعة والتقييم والتطوير الداخلي
يعكس القرار تحولا استراتيجيا من عقلية التمثيل الرمزي لكل طرف الى عقلية المؤسسة المتخصصة حيث اصبح التركيز على الوظيفة وليس الولاء وعلى الجدارة بدلا من المجاملة مما يدل على نضوج المؤسسة السياسية الجنوبية وتوجهها لبناء دولة فعلية قادرة على ادارة شؤونها بكفاءة
تمثل هذه الهيكلة رسالة طمانة للداخل الجنوبي بان المجلس الانتقالي الجنوبي عازم على تطوير نفسه وبناء مؤسسات رشيدة وفعالة
كما انها تحمل في طياتها رسالة للخارج بان المجلس مستعد لتحمل مسؤوليات المرحلة وقادر على الانتقال من حالة النضال السياسي الى حالة الادارة الرشيدة
الهيكلة ليست مجرد اجراء تنظيمي داخلي بل تهيئة واقعية لخوض اي استحقاقات سياسية قادمة سواء على طاولة التفاوض او في ميادين الحكم والادارة
المجلس الانتقالي بهذه الخطوة يؤكد امتلاكه لرؤية شاملة لبناء مؤسسات الدولة الجنوبية وفق معايير مهنية واضحة ومتكاملة
ختاما
قرار استكمال هيكلة المجلس الانتقالي الجنوبي ليس مجرد دمج لدوائر وهيئات بل هو تحول استراتيجي نحو بناء مؤسسة جنوبية قادرة موحدة ومنظمة
وفي ظل التحديات التي تمر بها القضية الجنوبية فان مثل هذه الخطوات تعيد الثقة وتبعث برسائل قوة واستعداد وتؤسس لمرحلة جديدة من العمل الوطني المنظم
مشــــاركـــة