عرب بوست
فيه عمرو بن حبريش، رئيس ما يسمى بـ"حلف قبائل حضرموت" الذي يسعى إلى ما يسمى بالحكم الذاتي لحضرموت، فإن خلق مثل هذه الكيانات – التي لم تكن الوحيدة – في حضرموت، حيث توجد كيانات كثيرة، يعني أن إنشاء كيانات، ولو كانت حضرمية، خارج نطاق الدولة، لن يكون سببًا في نهضة حضرموت أو استثمار مواردها.
وهذا ما يفعله بن حبريش من خلال إنشاء ميليشيات مسلحة خارج نطاق الدولة، وهذه التشكيلات تبث أجندتها في الطرقات على شكل نقاط تقوم بعمليات تقطع وسلب ونهب، الأمر الذي جعل بعض الكيانات الحضرمية تنتقد بشدة أعمال بن حبريش في مزيد من تمزيق النسيج الاجتماعي لحضرموت خدمةً لمشروع "اليمن" وخدمةً لأجندة خارجية تعارض المشروع الوطني الجنوبي بخلق الفتن والصراعات داخل حضرموت.
فحضرموت لن تكون قوية ولن تستطيع استثمار مواردها بشكل صحيح إلا عندما تكون جزءًا من المشروع الجنوبي، الذي يعمل على إعادة مكانة حضرموت كعضو فاعل في النسيج الاجتماعي والسياسي الجنوبي. فوجود مثل هذه الميليشيات لن يخدم حضرموت، بل سيؤجج الصراع فيها، ويخلق حالة احتقان وعدم استقرار سياسي واقتصادي، لن تمكّن حضرموت من تحقيق التنمية التي تريدها، والتي يسعى بن حبريش – حسب زعمه – إلى تحقيقها بتغريده خارج السرب الجنوبي، الذي يمثله المشروع الجنوبي بقيادة المجلس الانتقالي الجنوبي.
ولكون حضرموت تمتلك كيانات متعددة، وليس هذا الكيان الوحيد الذي يمثلها، فإن ذلك سيؤدي إلى صراع في المجتمع الحضرمي بخلق مزيد من التفتيت للمشروع الحضرمي الذي يسعى بن حبريش لإيجاده.
إن الطريقة المثلى لكل الكيانات الحضرمية: "حلف قبائل حضرموت"، و"مؤتمر حضرموت الجامع"، هي ذوبان هذه الكيانات والنخب ضمن المشروع الجنوبي القادم، الذي يقوده المجلس الانتقالي الجنوبي، والمتمثل باستعادة الدولة الجنوبية. هذه الدولة ستجعل تمثيل حضرموت وغيرها قائمًا ضمن مشروعها الفيدرالي القادم، بدلًا من المزيد من التمزيق لحضرموت بتعدد النخب والكيانات، وبالتالي تعدد الميليشيات المتصارعة التي تجلب التمزق لحضرموت والضعف، مما يجعلها عرضة للتفكك والانهيار الاقتصادي والسياسي الذي لا تُعرف عواقبه ولا يُفهم مداه.
خضرموت بن حبريش مليشيات